الجمعة، 18 نوفمبر 2011

اعتــذارك دليـــــــــــــل شخصيتـــــــك

هذه الحياة .. نعيشها .. تغدق علينا أياما سعيدة كما تمطرنا بأيام حزينة، 

نتعامل معها من خلال مشاعرنا، ودائما تتأرجح ما بين المشاعر التالية : 

فرح، ضيق, حزن, محبة, كره, رضى, غضب. 

جميل أن نبقى على اتصال بما يجري داخلنا، لكن هل هذا يعطينا العذر أن نتجاهل مشاعر الآخرين، أو أن 

نجرحهم ، وأحيانا نتعدى على حقوقهم، أو ندوس على كرامتهم ؟ 

للأسف .. هذا ما يقوم به الكثير منا معتقدين أننا مركز الحياة وعلى الآخرين أن يتحملوا ما يصدر عنا .قد نخطأ، 

ولكن دائما لدينا الأسباب التي دفعتنا إلى ذلك، فتجدنا أبرع من يقدم الأعذار وليس الاعتذار. فبعضنا لا يعاني فقط 

من الجهل بأساليب الاعتذار، ولكنه يكابر ويتعالى ويعتبر الاعتذار هزيمة أو ضعف، أو إنقاص للشخصية 

والمقام،وكأنه يعيش في حرب دائمة مع الآخرين ..فتجد أن : 

الأم تنصح ابنتها بعدم الإعتذار لزوجها كي لا (يكبر راسه) والأب ينصح الابن بعدم الإعتذار لأن رجل البيت لا يعتذر. 

والمدير لا يعتذر للموظف لان مركزه لا يسمح له بذلك. 

والمعلمة لا تعتذر للطالبة لأن ذلك سوف ينقص من احترام الطالبات لها. 

والطالب يراوغ ويراوغ حتى لا يصل إلى شيء اسمه اعتذار من مدرسه. 

صاحبة المنزل لا تعتذر للخادمة. 

اليوم نجد بيننا من يدّعي التمدن والحضارة باستخدام الكلمات الاجنبية sorry/pardon في مواقف عابرة مثل 

الاصطدام الخفيف خلال المشي ،ولكن عندما يظهر الموقف الذي يحتاج الى اعتذار حقيقي نرى تجاهلا . 

أنــــا آســـف ... 

 

كلمتان لماذا نستصعب النطق بهما؟ 

كلمتان لو ننطقهما بصدق لذاب الغضب ولداوينا قلباً مقهوراً أو كرامةً مجروحة. 

ولعادت المياه إلى مجاريها في كثير من العلاقات المتصدعة. 

كم يمر علينا من الإشكاليات التي تحل لو قدم إعتذار بسيط، بدل من تقديم الأعذار التي لا تراعي شعور الغير ،

أو إطلاق الاتهامات للهروب من الموقف، لماذا كل ذلك ؟ 

ببساطة لأنه من الصعب علينا الاعتراف بالمسؤولية تجاه تصرفاتنا،لأن الآخر هو من يخطئ وليس نحن، بل في 

كثير من الأحيان نرمي اللوم على الظروف أو على أي شماعة أخرى بشرط ألا تكون شماعتنا. 

فالاعتذار مهارة من مهارات الاتصال الاجتماعية مكون من ثلاث نقاط أساسية : 

أولاً : أن تشعر بالندم عما صدر منك . 

ثانياً : أن تتحمل المسؤولية. 

ثالثاً : أن تكون لديك الرغبة في إصلاح الوضع. 

لا تنس أن تبتعد عن تقديم الاعتذار المزيف مثل ,, أنا آسف ولكن....... ؟! 

وتبدأ بسرد الظروف التي جعلتك تقوم بالتصرف الذي تعرف تماماً أنه خاطئ ... 

أو تقول أنا آسف لأنك لم تسمعني جيداً هنا ترد الخطأ على المتلقي وتشككه بسمعه . 

ما يجب أن تفعله هو أن تقدم الاعتذار بنية صادقة معترفاً بالأذى الذي وقع على الآخر.وياحبذا لو قدمت نوعا من

الترضية , ويجب أن يكون الصوت معبراً وكذلك تعبير الوجه. 

هناك نقطة مهمة يجب الانتباه لها، ألا وهي أن تقديم الاعتذار لا يعني بالضرورة أن يتقبله الآخر. 

أنت قمت بذلك لأنك قررت تحمل مسؤولية تصرفك، المهم عليك أن تتوقع عند تقديم الإعتذار أن المتلقي قد يحتاج 

إلى وقت لتقبل أعذارك وأحياناً أخرى قد يرفض اعتذارك وهذا لا يخلي مسؤوليتك تجاه القيام بالتصرف السليم نحو الآخر. 

أخيراً ...  

من يريد أن يصبح وحيداً فليتكبر وليتجبر وليعش في مركز الحياة الذي لا يراه سواه، ومن يريد العيش مع الناس 

يرتقي بهم لا عليهم فليتعلم فن الإعتذار! 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق