السبت، 12 نوفمبر 2011

وجوة بلا ملامح..

شوارع.... أرصفه...زحام... 

على جنبات تلك الطرق هناك تجمعات بشريه مختلفه 

بيضاء، سمراء، صفراء،سوداء وحمراء... 

أصحاب مهن من عاملين وكادحين 

أوأناس ليس لهم إلا مضيعة الوقت وكسر الملل والروتين 

وجوه متشابة في الصفات إلا أنها مختلفة في الملامح 

ملامح قد رسمت شقاء الحياة على وجوههم لتترك خطوط غائرة تدل على قسوتها 

ووجوه لا تملك من الصفات والملامح شيئا وكأنها ولدت هكذا 

وجوه بلاملامح...... 

أي نوع من البشر هم؟؟؟ أم هم ليسوا من البشر؟؟؟ 

أجناس ولكن لا جنس لهم 

لما هي تسير على هذه الأرض هكذا 

بلا ملامح؟! 

وجوه 

بها عينان تبصران ولكنها لاترى 

واذنان تنصتان ولكنها لا تسمع 

ولسان ينطق دون ان يصمت ولكنه لا يتكلم 

 

وجوه 

تلبس عبائة الطهارة والعفة وبطانتها حالكة السواد 

أغنياء فقراء... وفقراء لكن أغنياء 

تجدها حولك تحوم في كل مكان وعندما تنظر إليها لا تجدها في أي مكان 

وجوه 

في صباحها أشراقة الشمس وفي مسائها ظلمة المستقبل والحاضر والأمس 

من أمامك تهديك ورداً ذا رائحة عطره 

ومن خلفك تغرس سكينا حادا لا يبرأ أثره 

وجوه 

تلفك بذراعيها لتحتضنك بكل حب وحنان 

فتغرس أشواكها لتمزق جسدك 

ووجوه 

تسمعك اعذب الكلمات وتعقد معك اوثق العهود 

بالوفاء والبقاء 

ولكنها سرعان ما ترحل 

نراها 

تظهر في نفسها غير ما تبطن ... وتبطن غير ما تظهر 

نسمعها 

تعزف على أوتار المشاعر لحن الحياة فتمسك بأيدينا لتراقصنا على سكرات الموت 

وجوه (هي) 

بإقنعة جميله ذات الوان زاهيه مصطنعة 

لباسها لبس الحيايا في تبدلها لجلدها 

رخيصة تباع بابخس الثمن 

تارة تذيقك شهد الكلمات لتداعب مسمعك 

وتارة تسقيك شراب حلو سرعان ما يخطفك من عالم الفضيلة إلى مستنقع الرذيله 

ترقص بقوامها المرمري على شوارب الرجال حتى يسكر على ميل خصورها عقولهم 

...كلمات... 

...ضحكات... 

...همسات.. 

...لمسات... 

ثم......... 
... 
تظن انها ذكية 

وأَوقعت ضحية 

أنما في الواقع 

(هي) 

حمقاء 

وجوه ( هو) 

يملك كل شي... مال... منصب... بيت ... زوجه...ابناء...لكنه يريد المزيد 

المال لا يكفيه يوما ويبحث عنه سعيا 

والحب لا يرضيه دوما ولا يشبعه ابدا 

يبحث عنه في كل الانحاء 

وسط أرخص النساء 

يظن انه ذكي 

وأصبح غني 

انما في الواقع 

(هو) 

مغفل 

ووجوه مختلفه 

لا تعرف لبرائة الطفولة معناً ولا لرسم الابتسامة شفاة ولا لصدى الضحكات همساً 

تقتل البراءة في حلم الطفولة وتنزع عنهم أمل الغد 

لتحي فيهم ألم الذكريات وتزرع فيهم يأس الحياة 
... 
يظنون انها أذكياء 

وللعالم حكماء 

ولكنهم في الواقع 

جبناء ... ضعفاء...... 

ووجوه 

تختبئ وراء الأسماء مجرد اسماء 

تختبأ وراء الاوراق لتقول ما تشاء 

تمثل ... تكذب ... تجامل... تنافق 

ومن أجل ماذا ؟ 

ان تحصد توافه الاشياء 

كيف ؟ 

لا يهم 

ماذا ستخسر؟ 

لا يهم 

تحسب نفسها تكذب على من؟! 

على أناس للواقع شهداء 

عجبا أنهم 

بلهــاء 



... ولكن... 

أيها الوجه 

...اصبر... 

سوف يأتي للزمان يوما تتساقط عن الوجوه كل الأقنعه 

وتكشف حقيقة وجه من البشاعة ما يرسم قبحه 

وتتعرى من أثوابها الأجساد لتنزع الغطاء عن زيف ما تستره 

لتنبعث عن اجسادها وافواهها خبث الرائحه 

أجساد تحت التراب دفينة في غرف ضيقة مظلمه 

مكانها أصبح هناك بعد القصور ذات الحصون العاليه 

ينظر فيها المرء لانعكاس نفسه فيُبشر بسوء ما زرعه 

ويفتح له باب من النار يفرش له منه قبره 

ليقول بعدها في 

خشية... وندم... وحسرة 

ربي لا تقم الســــــــاعه 

خلف السطور 

ان كنت تقرأ 

تسالتني 

أن كنت سأكتبك من بين هؤلاء 

فأجبتك: 

لا حشى لله أن تكون واحد منهم فانت مختلف عنهم 

واليوم اقولها لك من جديد: 

...لا... 

حشى لله ان تكون واحد منهم فانت مختلف عنهم 

بل أنت 

أسوأهم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق