الاثنين، 21 نوفمبر 2011

الحلال بين والحرام بين


عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال 

: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الحلال بين و الحرام بين , 

وبينهما مشتبهات قد لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه , 

ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام , كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه , 

ألا وأن لكل ملك حمى ,ألا وإن حمى الله محارمه , ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , 

وإذافسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب " رواه البخاري ومسلم . 

*الشرح :قسم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام : 

قسم حلال بين لا اشتباه فيه , وقسم حرام بين لا اشتباه فيه , وهذان واضحان 

أما الحلال فحلال ولا يأثم الإنسان به , وأما الحرام فحرام ويأثم الإنسان به . 

المثال الأول :حل بهيمة الأنعام ...والمثال الثاني :تحريم الخمر . 

أما القسم الثالث فهو الأمرالمشتبه الذي يشتبه حكمه هل هو من الحلال أم من الحرام ؟ 

ويخفى حكمه على كثير من الناس , وإلا فهو معلوم عند آخرين . 

فهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم الورع تركه وأن لا يقع فيه ولهذا قال : 

"فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " استبرأ لدينه فيما بينه وبين الله , 

واستبرأ لعرضه فيما بينه وبين الناس بحيث لا يقولون :فلان وقع فيالحرام , 

حيث إنهم يعلمونه وهو عند مشتبه ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لذلك بالراعي يرعى حول الحمى 

"أي حول الأرض المحمية التيلا ترعها البهائم فتكون خضراء , 

لأنها لم ترعى فيها فإنها تجذب البهائم حتى تدب إليها وترعاها" 

" كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه " ثم قال عليه الصلاة والسلام : 

"ألا وأن لكل ملك حمى "يعني بأنه جرت العادة بأن الملوك يحمون شيئا من الرياض 

التي يكون فيهاالعشب الكثير والزرع الكثير "ألا وإن حمى الله محارمه 

" أيما حرمه على عباده فهو حماه , لأنه منعهم أن يقعوا فيه ثم بين أن في الجسد مضغةيعني لحمة بقدر ما 

يمضغه الآكل إذا صلحت صلح الجسد كله ثم بينها بقوله "ألا وهي القلب 

" وهو إشارة إلى أنه يجب على الإنسان أن يراعي مافي قلبه من الهوى الذي يعصف به حتى يقع في الحرام والأمور المشتبهات . 

*فيستفاد من هذا الحديث : 

أولا :أن الشريعة الإسلامية حلالها بين وحرامها بين والمشتبه منها يعلمه بعض الناس . 

ثانيا :أنه ينبغي للإنسان إذا اشتبه عليه الأمر ,أحلال هو أم حرام أن يجتنبه حتى يتبين له أنه حلال . 

*ومن فوائد الحديث :أن الإنسان إذا وقع في الأمور المشتبه هان عليه أن يقع في الأمور 

الواضحة فإذا مارس الشيء المشتبه فإن نفسه تدعوه إلى أن يفعل الشيء البين وحينئذ يهلك . 

*ومن فوائد هذا الحديث :جواز ضرب المثل من أجل أن يتبين الأمر المعنوي بالضرب الحسي أي أن تشبيه 

المعقول بالمحسوس ليقرب فهمه . 

*ومن فوائد هذا الحديث :حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام بضربه للأمثال وتوضيحها . 

*ومن فوائد هذا الحديث :أن المدار في الصلاح والفساد على القلب وينبني على هذه الفائدة 

أنه يجب على الإنسان العناية بقلبه دائما وأبدا حتى يستقيم على ما ينبغي أن يكون عليه . 

*ومن فوائد الحديث :أن فساد الظاهردليل على فساد الباطن لقول النبي صلى الله عليه وسلم 

"إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله "ففساد الظاهر عنوان فساد الباطن 

وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق