الاثنين، 21 نوفمبر 2011

إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ و النسيان

عن ابن عباس – رضي الله عنه – 

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 

( إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ و النسيان ، و ما استكرهوا عليه ) 

حديث حسن رواه ابن ماجه و البيهقي و غيرهما. 

*الشرح : 

قوله ( تجاوز ) بمعنى : عفا ، ( الخطأ ) فعل الشيء عن غير قصد 

، ( النسيان ) ذهول القلب عن شيء معلوم ، 

و الاستكراه إلجاء الإنسان 

، وهذه ثلاثة أشياء بين فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تجاوز عن أمته هذه الأشياء الثلاثة 

و قد دل على ذلك القرآن قال الله تعالى [ ...رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ... ][البقرة286] فقال الله 

: قد فعللت ، و قال الله تعالى : [ ...وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ... ][الأحزاب5] و 

قال تعالى [ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ 

صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ][النحل106 . 

يستفاد من هذا الحديث فوائد : 

منها سعة رحمة الله عز وجل و أن رحمته سبقت غضبه 

، و منها أن الإنسان إذا فعل الشيء خطأ فإنه لا يؤاخذ عليه و لكن إن كان محرما فإنه لا يترتب عليه إثم و لا 

كفارة و لا فساد عبادة و قع فيها ، و أما إن كان ترك واجب فإنه يرتفع عنه الإثم و لكن لا بد من ترك تدارك الواجب . 

*ومن فوائد الحديث : 

أن من أكره على شيء قولي أو فعلي فإنه لا يؤاخذ به لقوله 

( وما استكرهوا عليه ) و هذا عام سواء كان الإكراه على فعل أو على قول 

و لا دليل لمن فرق بين الإكراه على الفعل و الإكراه على القول ، 

ولكن إذا كان الإكراه في حق آدمي فإنه يعامل بما تقتضيه الأدلة الشرعية مثل 

: أن يكره شخصا على قتل شخص آخر فإنه يقتل المكره و المكره لأن الإكراه لا يبيح قتل الغير 

و لا يمكن و لا يجوز للإنسان أن يستبقي حياته بإتلاف غيره


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق