الخميس، 24 نوفمبر 2011

أزهار التيوليب

دائماً ما نتوقف طويلاً وتعجز كلماتنا عن وصف روائع خلق الله سبحانه وتعالى، فها هي إحدى الكائنات التي يجتمع فيها معالم الرقة والجمال والأناقة في آن واحد فتتجلى لنا بأبهى صورة لتحكي الكثير عن عظمة خالقها جلّ وعلا..
زهرة التيوليب أو الزنبق، ثالث أشهر زهرة في العالم وإحدى أزهار الربيع المحببة لدى الكثيرين، يأتي اسمها من تحريف الكلمة التركية “tulbend” والتي تصف شكلها الشبيه بعمامة الرأس، و ترمز التيوليب إلى الخيال والأحلام الجميلة كما تعبر عن الحب و الكمال، فنجدها ملكة العديد من المناسبات والحفلات والذكريات الجميلة.
يوجد منها حوالي 100 نوع وتُحصد كل سنة المليارات من زهور الزنبق غالبيتها مزروعة في هولندا، ولأن موطنها الأصلي وسط آسيا يعتبرها الأوروبيون رمزاً للإمبراطورية العثمانية حيث كان الترك أول من زرعها وقاموا بتهجينها لإستحداث ألوان جديدة منذ العام 1000 ميلادي.
الغريب أن كل هذا الجمال والرقة ينبت من بصيلات تشبه البصل إلى حد كبير، ليس في الشكل فقط ولكن في المذاق أيضاً!!.. فإذا لم تجدوا يوماً بصل للطبخ ابحثوا عن زهرة التيوليب!!
أترككم الآن لتستمتعوا ببعض الصور الجميلة من مزارع التيوليب ، علّها تدخل البهجة على قلوبكم:
















وبهذا نصل إلى ختام جولتنا في بساتين الزنبق الخلابة والتي أرجو أن تكونوا قد استمتعتم بها، وإذا كنتم من محبي عالم الأزهار 

من عجائب الأعماق

على عمق 40 متراً تحت سطح البحر الأبيض المتجمد في روسيا، وفي بيئة شديدة القسوة وسط ظلام دامس وبرودة قارصة تعيش كائنات مدهشة تبدو أقرب لأفلام الخيال العلمي:
فتخيلوا أن ما تشاهدونه بالأعلى هو كائن حقيقي يحمل اسم فراشة البحر Naked Sea Butterfly !!
صاحب هذه الصورة المدهشة هو الخبير البيولوجي ألكسندر سيمينوف الذي شاهدنها له سابقاً عدة صور مدهشة في موضوع “نظرة قريبة على وحوش الأعماق“، والذي نعود له اليوم بمزيد من الصور التي لا تقل غرابةً وجمالاً!!
يبلغ سيمينوف من العمر 25 عاماً وهو الآن كبير الغواصين في مركز الأبحاث الحيوية المطل على البحر الأبيض، والذي يبعد 12 ميلاً عن أقرب قرية بها سكان!
يقول سيمينوف أنه يستخدم إضاءات صناعية ليستطيع إضاءة أجسام هذه الكائنات الشفافة التي تكاد تختفي وسط ظلام الأعماق الدامس، وهي صفة أنعم الله -سبحانه وتعالى- بها على هذه الكائنات الضعيفة حتى تستطيع التخفي من أعدائها!!
المثير هو أن هذه الكائنات شفافة لدرجة أن سيمينوف يقول أنه استطاع في بعض الصور مشاهدة كائنات لا تزال حية في أحشاء مفترسيها!!
تم تصوير هذه الصور المدهشة في البحر الأبيض الذي يقع في الدائرة القطبية الشمالية شمال غرب روسيا، والذي يُعد واحداً من أغرب الأماكن التي لم تصل إليها يد الإنسان بعد بسبب أجوائه القاسية.
يقول سيمينوف أن معظم الناس لا تتخيل أن بالإمكان وجود كائنات ملونة وجميلة في بيئة قاسية ومظلمة كذلك المكان، لكن هناك عالماً كاملاً من الجمال والإبداع في هذه البيئة التي لا تحتمل بالنسبة لنا!!
ويكمل قائلاً أنه أصيب بالذهول في أول مرة غطس فيها إلى الأعماق للتصوير لأنه شعر وكأنه انتقل لعالم آخر خارج الأرض حيث تحيط به الكائنات الفضائية، وأظن أننا كلنا نكاد نشعر بهذا الشعور أيضاً ونحن نشاهد صوراً على شاشة الكومبيوتر فما بالكم إن كانت تحيط بنا في الحقيقة!!
لا أظن أن هناك تعليقاً يمكن أن يصف هذه الكائنات أبلغ من قوله تعالى: هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه!!!

كهوف الرخام في تشيلي

إذا قُدر لك الذهاب إلى أمريكا الجنوبية وتحديداً إلى الحدود الأرجنتينية التشيلية ستجد نفسك أمام لوحة طبيعية من أجمل ما يكون:
إنها بحيرة جنرال كاريرا بمياهها الفيروزية البديعة التي تتألق كالزمرد، لكن دهشتك لن تتوقف هنا لأنك إن اقتربت أكثر فأكثر ستجد أحد أروع عجائب الطبيعة:
فعلى ضفاف البحيرة توجد كهوف رخامية ذات أشكال بديعة نحتتها المياه عبر ملايين السنين، لتعكس عليها بريقها الفيروزي في تناسق مدهش!
تكونت هذه التشكيلات المدهشة نتيجة نحت المياه الجارية وترسيباتها الكيميائية عبر ملايين السنين:
المثير أن عملية النحت تلك أدت لتكوين كهوف أسفل الصخور يمكن أن تمر منها القوارب الصغيرة عند انخفاض منسوب المياه:
وبمجرد دخولك أسفل هذه الصخور ستجد معرضاً مدهشاً لروائع فنية لن تملك أمامها إلا التسبيح بعظمة من أبدع صنع كل شيء:
تم تقدير حجم هذه القطع الرخامية المذهلة بحوالي 5,000 مليون طن، يتكون 94٪ منها من كربونات الكالسيوم. والغريب أن الجو يكون بارداً داخل هذه الكهوف حتى لو كانت الأجواء مشمسة على البحيرة!
الغريب كذلك هو أن هذه المياه لا تأخذ حالة واحدة بل تنتقل من اللون الفيرزوي الشفاف إلى اللون الأزرق الغامق حسب الحالة الجوية، لذا يقول المشرفون على هذا المكان أن كل زيارة لك ستختلف عما قبلها!
تقع بحيرة جنرال كاريرا General Carrera على الحدود الأرجنتينية التشيلية في منطقة باتاجونيا بجنوب غربي قارة أمريكا الجنوبية، وهي أعمق بحيرة في أمريكا الجنوبية والأكبر في تشيلي. وتسمى هذه البحيرة أيضاً بحيرة بيونس آيرس من الجانب الأرجنتيني.
وتمتد البحيرة على مساحة 1,800 كيلومتر مربع، ويبلغ أقصى عمق لها حوالي 590 متر، وتحوي صخوراً تظهر أسفلها آثار النحت بطريقة مدهشة:

مشكلة هذا المكان الوحيدة هي صعوبة الوصول إليه وإن كانت الحكومة التشيلية تعمل على تطوير الطريق السيء الذي يصل لهذا المكان.
وختاماً أترككم مع هذه المجموعة المدهشة من الصور لواحدة من أجمل روائع الطبيعة: