الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

نفيسة العلم ..... رضي الله عنها

السيدة نفيسة هي ابنة الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهم 

 

ولدت رضى الله عنها بمكة سنة 145هـ وتوفيت سنة 208هـ أى عاشت 63عاما. 

تزوجت من إسحاق بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين بن 

الإمام على رضى الله عنة، وكان يدعى (إسحاق المؤتمن) وولدت له القاسم وأم كلثوم رضى الله عنهما. 

عاشت بالمدينة وحجت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها ماشية ولم تفارق حرم النبى صلى الله علية وسلم 

ثم هبطت إلى مصر بعد 

زيارة سيدنا إبراهيم الخليل سنة 193هـ وكانت نفيسة من الصلاح والزهد على الحد الذي لا مزيد عليه وكانت 

كثيرة البكاء تديم قيام الليل وصيام النهار وكانت نفيسة من النساء الصالحات التقيات 

كانت تمضي أكثر وقتها في حرم جدها المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكانت زاهدة دون مبالغة، فلم تكن تقاطع 

الحياة، وإنما كان هجرها للدنيا واقعًا على كل ما يعوق عن العبادة والتزوّد، وكانت الآخرة نصب عينيها، حتى أنها 

حفرت قبرها الذي دُفنت فيه بيديها، وكانت تحفظ القرآن وتفسره ويؤمها الناس ليسمعوا تفسيرها، وكانت تدعو الله 

قائلة: "إلهي يسر لي زيارة قبر خليلك إبراهيم" فاستجاب الله لها، وزارت هي وزوجها "إسحاق المؤتمن" قبر 

الخليل. ثم رحلا إلى مصر في رمضان عام 193 هجرية في عهد هارون الرشيد، وفي العريش -بأقصى شمال 

مصر الشرقي- استقبلها أهل مصر بالتكبير والتهليل وخرجت الهوادج والخيول تحوطها وزوجها، حتى نزلا بدار 

كبير التجار وقتها "جمال الدين عبد الله الجصاص". 

وصلت السيدة نفيسة إلى القاهرة يوم السبت 26 رمضان 193 هجرية قبل أن يقدم إليها الإمام الشافعي بخمس 

سنوات، ونزلت بدار سيدة من المصريين تُدعى "أم هانئ" وكانت دارًا رحيبة، فأخذ يقبل عليها الناس يلتمسون 

منها العلم، حتى ازدحم وقتها، وكادت تنشغل عما اعتادت عليه من العبادات، فخرجت على الناس قائلة: "إني كنت 

قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد 

معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى" ففزع الناس لقولها، وأبوا عليها رحيلها، حتى تدخَّل الوالي

لا"السري بن الحكم" وقال لها: "يا ابنة رسول الله إني كفيل بإزالة ما تشكين منه" ووهبها دارًا واسعة، ثم حدد 

موعدًا -يومين أسبوعيًا- يزورها الناس فيهما طلبًا للعلم والنصيحة، لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع، فرضيت 

وبقيت. 

 

وكان الأمراء يعرفون قدرها وقدرتها على توجيه عامة الناس، بل دفعهم للثورة في الحق إن احتاج الأمر، حتى أن 

أحد الأمراء قبض أعوانه على رجل من العامة ليعذبوه فبينما هو سائر معهم، مرّ بدار السيدة نفيسة فصاح 

مستجيرًا بها، فدعت له بالخلاص قائلة: "حجب الله عنك أبصار الظالمين" ولما وصل الأعوان بالرجل بين يدي 

الأمير، قالوا له: إنه مرّ بالسيدة نفيسة فاستجار بها وسألها الدعاء فدعت له بخلاصه، فقال الأمير: "أو بلغ من 

ظلمي هذا يا رب، إني تائب إليك واستغفرك؛ وصرف الأمير الرجل، ثم جمع ماله وتصدق ببعضه على الفقراء 

والمساكين". 
ويذكر القرماني في تاريخه ويؤيده في روايته صاحب الغرر وصاحب المستطرف -وهما من رواة التاريخ الثقات -

أن السيدة نفيسة -رضي الله عنها- قادت ثورة الناس على ابن طولون لمّا استغاثوا بها من ظلمه، وكتبت ورقة فلما 

علمت بمرور موكبه خرجت إليه، فلما رآها نزل عن فرسه، فأعطته الرقعة التي كتبتها وفيها: "ملكتم فأسرتم،

وقدرتم فقهرتم، وخولتم ففسقتم، وردت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفاذة غير مخطئة لا 

ا سيّما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوعتموها، وأجساد عريتموها، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم، اعملوا 

ما شئتم فإنَّا إلى الله متظلمون، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون"! يقول القرماني: فعدل من بعدها ابن طولون 

لوقته! 

ويروي أن الشافعي لما دخل مصر سمع عليها الحديث وكان للمصريين فيها اعتقاد كبير وهو إلى الآن باق كما كان . 

ويروى أن السيدة نفسية هي التي كانت تحفر قبرها بنفسها وقد توفيت في اليوم الذي أتمت فيه حفر هذا القبر . كما 

يروي وقوع كثير من الكرامات على يديها . . 

وكان الإمام الشافعى فى زمانها إذا مرض يرسل لها ليسألها الدعاء فلا يرجع الرسول إلا وقد شفى الشافعى من 

مرضه، فلما مرض مرضه الذى مات فيه أرسل للسيدة نفيسة يسألها الدعاء كعادته فقالت: متعه الله بالنظر إلى 

وجهه الكريم، فعلم الشافعى بدنو أجله. 

وحين توفي الشافعي أحضر جثمانه أمامها لتصلي عليه . فصلت عليه من وراء حجاب في موضع مشهدها اليوم 

. . ولما توفت عزم زوجها إسحاق على حملها إلى المدينة ليدفنها هناك فسأله المصريون بقاءها عندهم . فدفنت في 

الموضع المعروف . . 

وقبرها معروف بإجابة الدعاء عنده وهو مجرب 

دفنت سلام الله عليها في منزلها الذي هو قبرها الآن بالمراغة 

 

 

السلام عليك يا بنت النبي المختار، 

السلام عليك يا بنت قسيم الجنة والنار 

، السلام عليك يا بنت فاطمة الزهراء 

، السلام عليك يا بنت خديجة الكبرى، 

السلام على حفيدة الحسن، 

السلام عليك أيتها الجليلة الحسب 

، السلام عليك أيتها العظيمة النسب 

، السلام عليك يا 

بنت الأكابر كبيرهم بالعلم لا يقاس وصغيرهم جمرة لا تداس، 

السلام عليك يا بنت الأكارم، السلام عليك يا سليلة 

الأعاظم، السلام عليك أيتها الجوهرة العظيمة، السلام عليك أيتها الدرة الثمينة 

السلام على من انكسر بوجودها عمالقة الطغاة، 

السلام عليك أيتها العابدة الزاهرة 

، السلام عليك يا صاحبة 

الكرامات الباهرة 

، السلام عليك يا تاج رؤؤس المحبين، 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق